يُعد قصر زكي باشا واحداً من أبرز وأغلى العقارات في تركيا، ليس فقط بسبب موقعه على مضيق البوسفور، ولكن أيضاً لكونه شاهداً معمارياً على مرحلة مهمة من التاريخ العثماني المتأخر. القصر الذي تصدّر الأخبار مؤخراً بعد إعادة طرحه للبيع، يُعَد اليوم أحد أكثر العقارات الفاخرة التي تجذب أنظار المستثمرين حول العالم.
أغلى عقار في تركيا لعام 2024
أعاد المالكون الحاليون عرض قصر زكي باشا للبيع دون تحديد قيمة رسمية، إلا أن تقديرات عام 2024 قدّرت سعره بنحو 125 مليون دولار، ليصبح بذلك أغلى عقار مُعلن عنه في تركيا وفقاً لتقارير رسمية.
يقع القصر تحت جسر السلطان محمد الفاتح في منطقة (روملي حصار) بإسطنبول، وهو واحد من أهم المواقع التي تمنح العقارات قيمتها الاستثنائية نظراً للإطلالة المباشرة على مضيق البوسفور.
هندسة معمارية عثمانية فاخرة لا تتكرر
القصر حافظ على طابعه الأصلي منذ بداية القرن العشرين، ويتميز بـ:
- 23 غرفة نوم
- 5 صالونات كبيرة
- 8 حمامات
- حديقة واسعة
- إطلالة بانورامية مباشرة على البوسفور
يجمع المبنى بين الروح العثمانية التقليدية والتأثيرات الغربية، حيث تظهر اللمسات الباروكية على واجهاته وزخارفه، مع نوافذ طويلة وأحزمة زخرفية أنيقة تربط الطوابق ببعضها.
هذا الدمج بين الماضي الأوروبي والذوق العثماني يمنح القصر شخصيته الفريدة التي لا تشبه أي عقار آخر على البوسفور.
تم بناء القصر بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني، ليكون منزلاً صيفياً للمشير زكي باشا، أحد أبرز الضباط في قصر “توب هانه”.
كلّف السلطان المهندس الإيطالي–العثماني ألكسندر فالوري بتصميم القصر، وهو نفس المعماري الذي صمم العديد من المباني التاريخية في إسطنبول.
لكن وبسبب تغييرات سياسية، أُقيل زكي باشا عام 1908، وتوفي سنة 1914، لتبدأ بعدها رحلة انتقال ملكية القصر عبر عدة عائلات مؤثرة.
رحلة ملكية بين القصور والسلاطين
بعد وفاة زكي باشا، اشترى القصر الأمير عمر فاروق أفندي، صهر آخر سلاطين الدولة العثمانية السلطان محمد وحيد الدين. عاش هناك لفترة مع زوجته صبيحة سلطان قبل مغادرتهما البلاد.
وفي الحقبة الجمهورية، انتقل القصر لعائلة باش تيمار في ثلاثينيات القرن الماضي، وظل مستخدماً كمسكن خاص لسنوات طويلة.
تاريخ الملكية هذا يعكس قيمة القصر بالنسبة للطبقة الحاكمة والنخب التركية في تلك الفترة.
لماذا يعود هذا القصر لواجهة الاستثمار؟
القصر اليوم يُمثّل مزيجاً نادراً من:
- تاريخ عثماني عريق
- إطلالة استثنائية
- موقع لا يتكرر على البوسفور
- تصميم معماري يجمع الشرق بالغرب
- عقار جاهز للاستخدام والسكن أو الاستثمار الفندقي الفاخر
ومع ندرة القصور المطلة على البوسفور وارتفاع الطلب العالمي على العقارات الفاخرة في إسطنبول، يبقى قصر زكي باشا أحد أهم الفرص الفريدة التي تظهر في السوق بين الحين والآخر.
اشترك في النقاش